تقول أخت سائلة في استفسارها: أنا إمرأة متزوجة وعندي ولدين والحمد لله، في الفترة الحالية أعاني من برود جنسي غريب ولا أعلم له سبب علمًا بأنني إمرأة عاملة، وفي كل مرة يباشر فيها زوجي بالمداعبة وإن كانت طويلة فأنا لا أشعر بشيئ أبدًا ، ولكن من باب المجاملة وتجنب الإحراج أتظاهر بعكس ذلك. أرجو دراسة حالتي هذه ولكم جزيل الشكر
تقولين أنك تشتكين من غياب الرغبة والاستمتاع الجنسي عندما تنامين مع زوجك فإذا كانت هذه المشكلة تحصل لك لفترات قصيرة أو متقطعة فهذا أمر يحصل لأي امرأة نتيجة لبعض العوامل الفسيولوجية والنفسية، أما إذا كان ما تشكي منه لفترة طويلة من الزمن أو بشكل دائم أو شبة دائم فأن هذا يكون نتيجة لأسباب عديدة تم شرحها بالتفصيل في كتابي الإلكتروني "دليل الزوجين في الصحة الجنسية" وإليكي بعض هذه الأسباب وكيفية معالجتها:
1. الغريزة الجنسية تأتي بعد إشباع الغرائز الأخرى:
عادة لا يشعر الإنسان بالرغبة الجنسية القوية والاستمتاع الجنسي ألا بعد أن يكون الجسم قد أشبع الغرائز و الرغبات الأخرى مثل غريزة النوم والجوع والعطش والتنزه من الخبائث "مثل البول والغائط" , لذلك فإذا كان الإنسان مرهق جدًا كان يكون عمله مرهق أو لم يأخذ فترة كافية للنوم والراحة فعادة لا يشعر بالرغبة الجنسية لذلك ينصح هذا الشخص بعدم الدخول في العملية الجنسية إلا بعد أن يريح جسمه. لذلك وجدت بعض الأبحاث أن ساعات الصباح الباكر هي انسب وقت للاتصال الجنسي وهو الوقت الذي يكون عادة فيه الأطفال نائمين والجسم نشيط والبطن غير مليئة بالطعام.
2. الجنس يتأثر جدًا بالعامل النفسي:
تختلف المرأة عن الرجل بأن الوظيفة الجنسية عندها تتأثر تأثير بالغا بالعامل النفسي. لذلك فإذا كانت المرأة قلقة أو متوترة أو زعلانه أو غضبانة أو حزينة أو كئيبة فأنها نادرًا ما تشعر بالرغبة الجنسية والاستمتاع الجنسي وقد يؤدي القلق من البرود الجنسي نفسه إلى مضاعفة الحالة.
3. الرائحة الكريهة:
للأسف كثير من الأزواج لا يهتموا بالتجمل لزوجاتهم حيث أن الرائحة الكريهة التي قد تنبعث من فم الزوج أو أبطة أو ملابسة تؤدي إلى تثبيط الرغبة والاستمتاع الجنسي عند المرأة ويصيبها بالبرود الجنسي و يأخر عندها حدوث هزة الجماع لذلك على الأزواج الاهتمام بالنظافة الشخصية والنواحي الجمالية تمامًا مثل استعداده للخروج أو مقابلة زملائه. و إذا كان الزوج يعاني من وجود رائحة من فمه كالمدخنين فعليه قبل النوم ان يقوم بغسل أسنانه بالفرشاة والمعجون ويمكنه أيضًا قضم حبات من الهيل بأسنانه وليس القرنفل لأن القرنفل يؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية لذلك يتم وضعه في الشاي للجنود في المعسكرات.
4. الدعابة ومقدمات الجماع:
حتى تشتد الرغبة الجنسية عند المرأة والرجل ويزيد استمتاعهم بالاتصال الجنسي فلابد من قضاء وقت طويل في المداعبة والملاطفة قبل الجماع وتستطيع المرأة أن تبدأ بهذا الأمر ليس عند النوم مع زوجها فحسب بل وايضا وعند قدوم زوجها ليلًا من العمل على النحو التالي:
عند قدوم الزوج من العمل ليلًا فعلية أن يدخل الحمام ليغتسل بالصابون والشامبو ويلبس ملابس البيت ويزيل عن نفسه كل أدران العمل والطريق ويجلس مع زوجته وأولاده لتناول العشاء وتبادل الحديث. أما الزوجة فيجب أن تكون قد أعدت العشاء مسبقًا وعليها أن تلبس أجمل الملابس وتضع أحسن الماكياج والعطور وتهتم بجمال شعرها وبأمكانها أن تلبس الملابس الضيقة والبنطلونات وإذا كان لا يوجد أولاد أو أفراد آخرين من العائلة فبأمكانها لبس ملابس شفافة أو أن تظهر جزء من صدرها الأمر الذي سيجعل الزوج أن ينظر إليها مرة ومرات خلال الساعتين التي سيقضيها لتناول العشاء وشرب الشاي وهذا يؤدي إلى زيادة الرغبة الجنسية عند الزوج والزوجة الأمر الذي يسهل عليهم الاتصال الجنسي عندما يذهبا إلى الفراش حيث سيكون الزوج قد أخذ شحنات كافية تجعله مغرمًا وملوعًا بزوجته وكذلك المرأة عندما تنظر مرة ومرات إلى زوجها الذي أهتم بترتيب شعر رأسه وذقنه ولبس ملابس نظيفة وانيقة ووضع رائحة من العطر الرجالي الجميل, فأنها تكون أيضًا قد أخذت هي أيضًا شحنات جنسية. وعلى الزوج والزوجة أن يتداعبا خلال هذه الساعتين بلغة العيون والإشارات.
الملاطفة و المداعبة قبل الجماع: عند الذهاب إلى النوم بعد قضاء ساعتي السمر فعلى الزوجين الاستعداد للملاطفة على الفراش والاتصال الجنسي حيث تستطيع المرأة لبس الثوب العاري وعلى الزوج أن يظهر صدره ولا بأس أن تقوم المرأة بالغناء والرقص لزوجها فكل ذلك حلال ومشروع وعليهم قضاء وقتًا طويلًا في القبلات والملامسة والاهتمام بمناطق الإثارة الجنسية عند الرجل والمرأة "أنظر الباب الثامن من هذا الكتاب".
5. عوامل تؤدي إلى فشل وتثبيط الملاطفة والرغبة الجنسية وهي مثل:
1. عند رجوع الزوج من العمل ليلًا فعلى الزوجة أن تبتعد تمامًا عن إثارة المشاكل أو تذكير الزوج بالمهام المالية المطلوبة علية أو أخباره بمشكلات الأولاد لأن ذلك يؤدي إلى إزعاج الزوج نفسيًا وبالتالي قلة رغبته للغرائز كالأكل والجنس.
2. الكمبيوتر والتلفزيون يشاركن الزوجة في زوجها: للأسف الشديد كثير من الأزواج يترك زوجته وأولاده في ساعات السمر الليلية الجميلة ويقضي كل وقته أما أمام جهاز الكمبيوتر أو مشاهدة القنوات الفضائية ولا يعطي لزوجته وأولاده حقهم في الجلوس معهم وتبادل الحديث.
5. يجب أن يتم تناول وجبة العشاء في وقت مبكر وأن تكون وجبة العشاء خفيفة وذات قيمة غذائية عالية ذلك لان النوم مباشرة بعد العشاء يؤدي إلى مشكلات صحية كثيرة منها تثبيط الرغبة الجنسية وصعوبتها وظهور الكوابيس وحدوث مشكلات في القلب. ووجد العلماء أنه عندما يجامع الرجل زوجته مباشرة بعد الأكل وبطنه مليئة بالطعام يحدث شلل وظيفي مؤقت في عضلات الجهاز الهضمي الأمر الذي يؤدي إلى تأخر هضم الطعام وتفريغ المعدة مؤديًا إلى عسر الهضم وظهور الكرش "البطن الكبيرة" كما أن الجماع الجنسي مباشرة بعد الأكل يؤدي إلى مشكلات في القلب وضعف التروية الدموية للدماغ وخاصة عند ذوي الوزن الزائد والرجال ما بعد سن الأربعين ذلك لأنه بعد الأكل يتحول جزء كبير من الدم إلى المعدة والجهاز الهضمي فإذا ما قام أيضًا الرجل بالاتصال الجنسي فأن جزء أخر من الدم يذهب إلى العضو التناسلي للرجل هذين الأمرين يؤديان إلى نقص الدم الواصل للقلب والدماغ وبالتالي قد تحدث بعض المشكلات الصحية فيهما.
6. عندما لا تحب الزوجة زوجها أو العكس:
من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور البرود الجنسي وعدم الرغبة الجنسية عند المرأة أو الرجل إذا كان احدهم لا يحب الأخر وهذا نادر الحدوث لأن الله سبحانه وتعالى ينعم على الرجل والمرأة بعد زواجهم بنعمة الحب والمودة والرحمة فنجد أن الزوج قد بدأ حبه ورحمته لزوجته مباشرة بعد الزواج رغم أنه لم يكن يعرفها من قبل وكذلك المرأة مع زوجها ولكن قد تكون هناك حالات تكون فيها المرأة لا تحب زوجها وربما تكرهه وذلك عندما مثلًا يضطهد الرجل زوجته أو يحتقرها او يسب أهلها أو يعايرها بنقص فيها أو عندما يطلق بصره للمحرمات أو عندما يكون له علاقة غير مشروعة مع نساء اخرات أو عندما يبخل عليها وغيرها من هذه الأعمال، وقد لا يحب الرجل زوجته عندما تظهر منها أعمال مثل عدم عنايتها بنظافتها وجمالها أو عدم رعايتها لأولادها وبيته أو عندما تضطهد الزوجة زوجها أو تعذب أمه وأبية. في هذه الحالات لا يمكن أن يكون هناك رغبة أو استمتاع جنسي.
7. وجود بعض الأمراض والمشاكل الصحية:
إذا كان ما تقدم من أسباب لا توجد عند الرجل أو المرأة التي تعاني من برود جنسي مزمن فعليهم الذهاب إلى طبيب لعمل فحص كامل للجسم ذلك أن بعض الأمراض والمشكلات الصحية قد تؤدي إلى ضعف الجسم وبالتالي ضعف الرغبة الجنسية ومن هذه الأمراض مثل الأضطرابات الهرمونية، مرض السكري، ضعف الدم، التهابات الكلى، التهابات المهبل، الألم أثناء الاتصال الجنسي.
8. البرود الجنسي بسبب إطلاق البصر للمحرمات:
معروف جدًا أن الرغبة والشهوة الجنسية تكون قوية عند الرجل والمرأة التي حرصا على تطبيق أمر ربهما في غض البصر.
قال الله تعالى: "«قل للمؤمنين يغضو من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها»".
لذلك نجد أن الرغبة والشهوة الجنسية عند الأشخاص في الأرياف تكون قوية وسليمة مقارنة بالأشخاص في المدن وخاصة إذا كانت هذه المدن ينتشر فيها التبرج والسفور أو إذا كان الرجل والمرأة يشاهدوا الأفلام الماجنة والخليعة وهذه الظاهرة منتشرة بين الشباب الذي قضوا سنوات طويلة قبل زواجهم في مشاهدة المحرمات والأفلام الماجنة فإذا ما جاء لهم الجنس الحقيقي أي عند زواجهم يكتشفوا أمور كثيرة ما كانت بالحسبان مثل ضعف الشهوة الجنسية وضعف الانتصاب في ظاهرة أسميتها بظاهرة الانحراف الجنسي الاستمتاعي وقد تكلمت عنها بالتفصيل وكيفية علاجها في كتابي "العادة السرية استعجال وضياع للجنس الحقيقي" ولا يوجد تفسير علمي حتى الآن لحدوث البرود الجنسي نتيجة لإطلاق البصر للمحرمات إلا أنه قد يكون عقاب ألهي لمن لا يلتزم بأمر ربه الواضح في هذا الأمر.
قال تعالى: "«قل للمؤمنين يغضو من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها".
وعندما نقارن بين قوة وسلامة الوظيفة الجنسية عند الأشخاص اليوم وعند أجدادنا و اباءنا في الماضي نجد أن هناك مشكلات جنسية عديدة ظهرت هذه الأيام بين الشباب مثل سرعة القذف والعنة الجنسية وضعف الانتصاب والبرود الجنسي في وقت استطاع آباءنا وأجدادنا الحفاظ على وظيفة جنسية قوية حتى سنوات متأخرة من عمرهم الأمر الذي يجعلنا نقول أن الجنس الحقيقي ليس في مشاهدة أغاني الفيديو كليب أو الأفلام الماجنة أو لبس الملابس السافرة في الشوارع أو المعاكسات بالتليفون أو الماسنجر بل بالاحتفاظ بوظيفة جنسية قوية خالية من أي متاعب ومشكلات وهذا الأمر لا يحصل إلا إذا اتقى الإنسان ربه في ما آتاه من هذه النعمة وأبتعد عن المحرمات. فهنيئًا له لذّة وحلاوة الاستمتاع بالجنس مع زوجته وهي نعمة جميلة يجد فيها الشخص اللذّة والاستمتاع والراحة ولا يعوضها شيء أخر من متاع الدنيا مثل المال والمناصب.
الكاتب: د. جمال عبد الله باصهي
المصدر: موقع شبكة البلسم